كتب رئيس التحرير خالد صادق
لم يكن طرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب لمخطط التسليم الذي اقترحه مؤخرا على حماس بالافراج عن كل الاسرى لديها ولدى المقاومة طرحا عشوائيا انما كان يهدف لنصب كمين شيطاني لاستهداف قادة حماس في الدوحة والاجهاز عليهم جميعا بضربة واحدة وانقاذ نتنياهو من مستنقع غزة ورمالها المتحركة التي غرق فيها ولم يجد من يمد له يده الشيطانية سوى ترامب هذا الرئيس الذي يتصف بالغدر والخيانة ويتسلح بسلاح القوة والجبروت لفرض ارادته على الجميع. خطط ترامب لمبادرته بالتنسيق مع الاحتلال وشرع في نصب الكمائن لقادة حماس وما ان اجتمعوا في الدوحة حتى جاءت لحظة الغدر بالسماح للاحتلال بقصف الدوحة التي من المفترض انها من اكبر حلفاء امريكا وهى دولة وسيط تعمل على تسويق المبادرات الامريكية وتساهم في وضع حلول لها من خلال نفوذها وعلاقتها المتميزة مع حركة حماس. جاء الغدر الامريكي فجا سريعا واعطى الضوء الاخضر لاسرائيل لقصف مقر اجتماع حركة حماس في الدوحة وجاء تعقيب الادارة الامريكية على الغدر والخيانة اكثر وقاحة بالزعم أن قادة حماس ارهابيين ويجب استئصالهم دون ان نسمع كلمة واحدة تستنكر الهجوم الصهيوني الغادر على الدوحة انما طالبها ترامب بالاستمرار في الوساطة لاطلاق سراح الاسرى الصهاينة لدى المقاومة وكأن شيئا لم يكن حتى من قتلوا من القطرين لم يتطرق لهم ترامب ولو بكلمة عزاء للامير القطري.
هل لا زال العرب والعالم يعتقدون بأن امريكا وسيط نزيه ويسعى للسلام هل يمكن الاعتماد على تعهدات الامريكان لوقف الحرب هل لا زال البعض يتشكك في دور امريكا المباشر في العدوان على غزة علينا أن نقرأ ما قاله نتنياهو في اعقاب جريمة استهداف قيادة حماس في الدوحة القتلة الذين اغرنا عليهم اليوم هم من بادروا وخططوا وارسلوا واحتفلوا بالمجزرة الفظيعة في 7 اكتوبر وكل من شارك في هذه المجرزة لن يفلت من العقاب مضيفا في ذات المكان الذي احتفلوا فيه قتلناهم لن أسمح لأحد بتهديد أمن الأجيال القادمة معا سنقف ونقاتل ومعا سننتصر هكذا يصرح نتنياهو في اعقاب كل عملية استهداف انها لغة التحدي التي اكسبه اياها ترامب الذي ينحاز لاسرائيل باسلوب شيطاني وفج بعيدا عن الدبلوماسية واللغة السياسية المقبولة هذا الاسلوب الفج فيه تحدي للعالم اجمع وهو الاسلوب الذي دفع نتنياهو المهووس للقول اسرائيل اقوى من الجميع وستفرض رأيها على العالم بما فيها الدول العظمي ولم نجد امام هذا التبجح الصهيوني اي ردة فعل فالعالم الظالم امام ثلاث خيارات فريق يخشى اسرائيل ويتفادى الاصطدام بها وفريق يتواطأ مع اسرائيل ويغض الطرف عن سياستها وجرائمها وفريق ثالث يدعم اسرائيل ويغذيها بكل ما يلزم على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي فكل الموبقات التي ارتكبتها او ترتكبها اسرائيل من حرب ابادة جماعية وسياسة تجويع وتعطيش ومخططات التهجير والاعتداء على دول الجوار واشعال الحروب في المنطقة وانتهاك سيادة الدول وغيرها لم يواجهها احد ولم يستطع ان يعاقبها علي اي من تلك الجرائم ومن امن العقاب اساء الادب.
اسرائيل ستمضي في عدوانها داخليا وخارجيا طالما انه ليس هناك رقيب او حسيب يحاسبها ومحاولات الرئيس الامريكي دونالد ترامب لانقاذ نتنياهو من نفسه ومن مغامراته ستبوء بالفشل لان نتنياهو كالثور الهائج لن يستطيع احد ان يلجمه خاصة انه يخسر على المستوى الداخلي من خلال استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع شعبيته هو وحزبه الليكود وعلى المستوى الخارجي من خلال المواقف المنتقده لسياسته والعزلة التي تعيشها اسرائيل على المستوى الدولي ولو شعبيا وهو يبحث عن انتصارات حتى وان كانت وهمية وسيبقى نتنياهو يستخدم اسلوب الاغتيالات وشن حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة بشكل اوسع مع امتداد حرب الابادة للضفة والقدس في محاولة لمنع العمليات الفدائية هناك وتتناغم رغبات نتنياهو ومراهقاته السياسية مع رغبات ترامب ونزواته واهوائه وينسجمان في الطريقه والاسلوب الى الحد الذي دفع نتنياهو اول من امس للقول ان مواقف ترامب والادارة الامريكية الداعمة لاسرائيل ولسياساتها مواقف منسجمة وغير مسبوقة ورائعة ليظهر ترامب الشيطان مرة اخرى بثوب الوسيط الزائف حتى بعد ان سقط عنه القناع وبانت سوءته.
بأسلوب الغدر والخيانة .. الشيطان بثوب الوسيط

رأي الاستقلال
التعليقات : 0